الذكاء الاصطناعى طبيبًا نفسانيًّا
لا يزال ابنى طارق يرسل إلىَّ من لندن مقاطع من الـChatGPT تؤكد أن بعض مُستخدمى الذكاء الاصطناعى يجدون معه راحة واستفادة أكثر من الطبيب النفسانى، بالطبع لا تعميم هنا، وشهادتى مجروحة لكونى طبيبًا نفسانيًّا.
على مدار 60 عامًا تقريبًا، بحث التقنيون عن التوليفة المقدسة للصحة النفسية.. ربما كانت جهاز كمبيوتر يستمع إلى مشاكلنا ويساعدنا على فهم أنفسنا وحلّ عقدنا.
لكن الحقيقة أن العلماء الجهابذة فشلوا فى محاكاة سيجموند فرويد بالذكاء الاصطناعى، وهناك قيمة ومخاطرة فى نفس الوقت فى الاعتماد على التكنولوجيا لتحسين رفاهيتنا النفسية، دعونا نناقش الأمر سويًّا.
لقد استخدمت بروتوكولات مثل Woebot وKoko لتحسين أداء تلك الصيحة لتُحاكى المُعالج النفسى الإنسانى الحى، يقول بعض خبراء الصحة النفسية إنه لا توجد حلول تكنولوجية سحرية لصراعاتنا الفردية أو الجماعية فى الحياة؛ بمعنى أن النفس الإنسانية مُعقدة للغاية، ويستحيل فهمها ككل مُتكامل.. اجتماعيًّا وبيولوجيًّا ونفسيًّا، بكل تاريخها وصدماتها وآلامها وتجاربها والحيوات التى عاشتها وما تعلمته وما رغبته ورفضته، وهكذا فإن الخبراء قد خلصوا إلى أن الذكاء الاصطناعى والتقنيات الأخرى ربما تستطيع تحقيق نتائج أفضل على الرغم من محدوديتها.
حتمًا لن يأتى سيجموند فرويد اصطناعى يُطلُّ علينا بنظرياتٍ جديدة!. المُفيد فعلًا هو تلك التقنيات البسيطة والموجهة للرعاية النفسية بما فى ذلك التطبيب عن بُعد، والخطوط الهاتفية الساخنة والذكاء الاصطناعى لبناء مهارات المساعدة الذاتية أو تدريب الأطباء كدليل إرشادى فقط لا غير؛ فمثلًا يكتب المريض أفكاره السلبية. هنا سيساعدك الذكاء الاصطناعى على إعادة صياغتها إلى أفكار إيجابية، ويُعلمك كيفية عقلنتها وتصحيحها بدلًا من الاستسلام لأن تكون أسيرها، على سبيل المثال لا الحصر: بدلًا من التفكير فى أن زوجتك ستطلب الطلاق لأنك ارتكبت خطأً واحدًا، هنا سيتم توجيهك إلى التفكير فى أن الأزواج يرتكبون أخطاء، ولا أحد معصوم من الزلات، لكنه سيرشدك إلى ضرورة تصحيح موقفك والاعتذار عن خطئك والحرص على عدم تكراره؛ بمعنى «أن تعلم إعادة صياغة الأفكار والأفعال بمفردك مهارة يحتاج الناس إلى تعلُّمها لتحسين نوعية حياتهم وصحتهم النفسية».
إذا حاول الناس استخدام مساعد الذكاء الاصطناعى كمعالج بالكمبيوتر أو للتنفيس عن مشكلة حميمة وحساسة؛ فلن يتمكن أى برنامج مصمم للمساعدة النفسية من الاستيعاب والتعامل بدقة وحذر، ولنتصور زوجين زارا الطبيب النفسانى، وعرضت الزوجة مشكلتها فى أن الزوج يعْرِض عن اللقاء الحميم منذ بداية الزواج، ولما سُئل عن ذلك أبدى استياءه، وقال إن فى الحياة ما هو أهم وأكثر أهمية مثل العمل، أى أن الجنس ليس بالأمر المُفضَّل لديه، هنا الطبيب النفسانى بتدريبه وعلمه وخبرته الطويلة يخلص إلى أن الزوج لم يكن نشيطًا جنسيًّا، ثم أُصيب بما يسمى فتور الرغبة الجنسية Hypoactive Sexual Desire Disorder (HSDD)، وإنما هو منذ بلوغه غير سهل الاستثارة بيولوجيًّا، ويعتبر أن المسألة بغير ذات أهمية تُذكر إلا للإنجاب، مثل بعض النساء اللائى يعتبرن أن الزواج للتناسل فقط، وأن الاستمتاع أمرٌ خاص بالرجل.
يشعر بعض الخبراء فى مجال التكنولوجيا والرعاية الصحية النفسية بالحيرة وعدم اليقين من مقولة إن الذكاء الاصطناعى يمكن أن يكون فاعلًا أكثر منه مُساعدًا فى مجال التطبيب النفسى.
«نعلم أننا قد نشعر بتحسن من التحدث بصوت عالٍ مع أنفسنا، أو إرسال رسائل نصية إلى موبايل، لكن هذا ليس علاجًا، وليست كل المساعدة مساعدة مُختصة واحترافية». هكذا قالت هانا زيفين، مؤلفة كتاب «العلاج عن بُعد».
من ناحية أخرى، فإن العلاج النفسى فى كل أنحاء العالم باهظ التكلفة، وغير مُتاح للأغلبية، وغالبًا ما يكون غير مفيد ومُتعجِّلًا، بينما قالت مؤسسة Woebot Health، صاحبة برنامج الدردشة الآلى، إن الأدوات العلاجية الرقمية لا تحاول استبدال المعالجين البشريين، وإنه لابد أن تشارك التكنولوجيا الحديثة الناس بطرق مساعدة جديدة، وفى أوقاتٍ يتعذَّر على الأطباء القيام بها.
وربما يكون الذكاء الاصطناعى مفيدًا فى تدريب المُتدَرّبين الجدد والمتطوعين لتقديم العلاج وفى عمليات حفظ السجلات الصارمة والسرية.
وربما ذكاءٌ اصطناعى يساعد على وضوح الرؤية أفضل من اللا فطنة والاستعجال وعدم تحرِّى الدقة فى بعض أماكن التطبيب النفسى، وأن ننقب مليًّا بمساعدته عن المناطق الغامضة التى نجهلها فى نفس الإنسان وسلوكه.
” />
«نعلم أننا قد نشعر بتحسن من التحدث بصوت عالٍ مع أنفسنا، أو إرسال رسائل نصية إلى موبايل، لكن هذا ليس علاجًا، وليست كل المساعدة مساعدة مُختصة واحترافية». هكذا قالت هانا زيفين، مؤلفة كتاب «العلاج عن بُعد».
من ناحية أخرى، فإن العلاج النفسى فى كل أنحاء العالم باهظ التكلفة، وغير مُتاح للأغلبية، وغالبًا ما يكون غير مفيد ومُتعجِّلًا، بينما قالت مؤسسة Woebot Health، صاحبة برنامج الدردشة الآلى، إن الأدوات العلاجية الرقمية لا تحاول استبدال المعالجين البشريين، وإنه لابد أن تشارك التكنولوجيا الحديثة الناس بطرق مساعدة جديدة، وفى أوقاتٍ يتعذَّر على الأطباء القيام بها.
وربما يكون الذكاء الاصطناعى مفيدًا فى تدريب المُتدَرّبين الجدد والمتطوعين لتقديم العلاج وفى عمليات حفظ السجلات الصارمة والسرية.
وربما ذكاءٌ اصطناعى يساعد على وضوح الرؤية أفضل من اللا فطنة والاستعجال وعدم تحرِّى الدقة فى بعض أماكن التطبيب النفسى، وأن ننقب مليًّا بمساعدته عن المناطق الغامضة التى نجهلها فى نفس الإنسان وسلوكه.
